ياسين والحرية والقضاء المصري العادل ـ اعرف كورة

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في ليلٍ مظلم طال أمده، حيث تئنُّ براءة الطفولة تحت وطأة الجور، بزغ فجرٌ جديدٌ يحمل معه نسائم الحرية وعبق العدل، إنه فجرٌ تجلى في حكم القضاء المصري الشامخ في قضية الطفل "ياسين"، تلك القضية التي هزت ضمائرنا وأيقظت فينا أعمق معاني الإنسانية.


ياسين.. ليس مجرد اسم لطفلٍ بريءٍ عبثت به أيادي الغدر، بل هو رمزٌ لكل طفلٍ انتُهكت طفولته، لكل روحٍ صغيرةٍ كُسِر جناحها في مهدها، قصته المأساوية، التي تفجرت تفاصيلها المؤلمة لتكشف عن بشاعة الجرم، كانت صرخة مدوية في وجه الظلم، واستغاثةً ضمير أمةٍ بأسرها.


لقد تجرع ياسين مرارة الخوف والقهر، لكن روحه الصغيرة أبت أن تنطفئ. وفي صمت صبره، كان هناك نداءٌ خفيٌّ للعدالة، إيمانٌ فطريٌّ بأن الحقَّ مهما تأخر سيصل. وكما قال الشاعر:
"إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ.. فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القدرْ"


وها هو القدرُ يستجيب، مُتجلّيًا في قضاءٍ مصريٍّ عادلٍ، أصدر حكمه الذي طال انتظاره، ليُعيد لياسين بعضًا من حريته المسلوبة، وليُثلج صدور أمهاتٍ وآباءٍ يخشون على فلذات أكبادهم من وحوشٍ تتربص بهم في الظلام.


إن حكم المحكمة ليس مجرد عقوبةٍ لجاني، بل هو إعلانٌ مدوٍّ بأن مصر دولة مؤسساتٍ تحترم القانون، وأن صرح العدالة فيها شامخٌ لا ينهار أمام جبروت الظالمين أو تغول المجرمين. هو تأكيدٌ على أن صوت الضحية سيُسمع، وأن دموع المقهورين لن تذهب سدى.


وكما قال عميد الأدب العربي، طه حسين: "الحقُّ فوقَ القوة، والقانونُ سيدُ الجميع"، لقد أثبت القضاء المصري في هذه القضية أنه الحارس الأمين على حقوق الضعفاء، والدرع الواقي للوطن من كل ما يهدد أمنه واستقراره وقيمه الإنسانية. حكمه في قضية ياسين ليس انتصارًا لطفلٍ واحدٍ فحسب، بل هو انتصارٌ للحرية بمعناها الأسمى، حرية الطفولة من براثن الاستغلال، وحرية المجتمع من آفات الجريمة.


إن هذا الحكم يجب أن يكون بمثابة صفارة إنذارٍ مدوية لكل من تسول له نفسه العبث ببراءة الأطفال أو انتهاك حرمة الآمنين. يجب أن يكون درسًا قاسيًا يُرسخ في الأذهان أن العدالة قادمة لا محالة، وأن يد القانون طويلةٌ ستطال كل مجرمٍ مهما حاول التخفي أو التملص.


وكما قال جبران خليل جبران: “ويلٌ لأمةٍ ترى الظالمَ منتصرًا والمظلومَ منكسرًا”، لكن مصر، بفضل قضائها العادل وشعبها الواعي، أبت أن ترى الظالم منتصرًا، لقد انتصرت لياسين، وانتصرت للحرية، وأكدت للعالم أجمع أنها دولةٌ قويةٌ بمؤسساتها، شامخةٌ بعدلها، عصيةٌ على الانكسار.


إن هذه القضية، وما تلاها من حكمٍ عادلٍ، تُجسد جوهر الجمهورية الجديدة التي يقودها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جمهوريةٍ تقوم على سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وبناء دولةٍ عصريةٍ قوامها العدل والإنصاف. إنها جمهوريةٌ تتسع للجميع، ولا تترك طفلًا واحدًا فريسةً للظلم أو الإهمال.


فلنستقبل هذا الحكم بروحٍ تحتفي بالعدل، وروحٍ تتوق إلى مزيدٍ من الأمن والأمان لأطفالنا ومجتمعنا. ولنجعل من قضية ياسين نبراسًا يُضيء لنا دروب حماية الطفولة، ودافعًا قويًا لمكافحة كل أشكال الجريمة والانحراف.


إن الحرية الحقيقية لا تتحقق إلا بالعدل، والعدل هو أساس الملك. والقضاء المصري، بحكمه العادل في قضية ياسين، قد وضع لبنةً قويةً في صرح الحرية والعدالة في هذا الوطن العزيز.


حفظ الله مصر، وحفظ أطفالها، وأدام عز قضائها، وأيد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة مسيرة الجمهورية الجديدة نحو مستقبلٍ مشرقٍ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق